بيت الله الكعبة


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بيت الله الكعبة
بيت الله الكعبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1اليوم في 6:07 am من طرف رضا البطاوى

» قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1أمس في 5:58 am من طرف رضا البطاوى

» نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:27 am من طرف رضا البطاوى

» الغرق فى القرآن
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 6:51 am من طرف رضا البطاوى

» نظرات في مقال أمطار غريبة
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1الأربعاء أبريل 24, 2024 5:57 am من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى بحث النسبية
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:46 am من طرف رضا البطاوى

» حديث عن المخدرات الرقمية
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1الإثنين أبريل 22, 2024 5:51 am من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1الأحد أبريل 21, 2024 6:04 am من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Icon_minitime1السبت أبريل 20, 2024 5:48 am من طرف رضا البطاوى

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
رضا البطاوى
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Poll_rightقراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Poll_centerقراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Poll_left 
شيماء أسامة 272
قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Poll_rightقراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Poll_centerقراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Poll_left 


قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف

اذهب الى الأسفل

قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Empty قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف

مُساهمة من طرف رضا البطاوى الجمعة سبتمبر 04, 2020 8:21 am

قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف
الكتاب من إعداد القسم العلمى فى مركز البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر بمشاركة ناصر بن سليمان العمر
من عادة المم إذا تخلفت وحكمها الجهلة من أولادها أو الخبثاء من العملاء الذين زرعتهم الأمم الأخرى وصاروا من أولاد تلك الأمة أن يهتموا بذكر ما يسمونه الفضائل والمناقب بدلا من أن ينشغلوا بالأعمال الصالحة التى هى سر الفضيلة
يبدأ الكتاب بالإرث الحضاري التاريخي لجزيرة العرب ذاكرا الأماكن العظيمة فى التاريخ فيقول:
"أولا: الإرث الحضاري التاريخي لجزيرة العرب:
إن لأهل الجزيرة العربية ثروة تاريخية ثرة، وإرث حضاري يمتد عبر قرون بعيدة وأزمنة مديدة، يجب أن يستلهموا منه دروسا، وأن يأخذوا منه عبرا، للمضي بحضارتهم ورسالتهم قدما فجزيرة العرب بها أم القرى، وبيت الله الحرام، ومدينة النبي، ومسجده (ص)، وما بين البيت إلى المنبر، روضة من رياض الجنة وفيها كان الخلفاء الراشدون، والأنصار والمهاجرون، وبها عقدت رايات المسلمين، وقويت أمور الدين، وأيضا فإن فيها المناسك والمشاعر، والمواقيت والمناحر"
التعبير جزيرة العرب لا وجود له فى القرآن ولا وجود حقيقى له فالأرض المعروفة حاليا شبه جزيرة إن جاز هذا التعبير وكان يسكنها متحدثين بلغات مختلفة والغريب هى وجود جزيرة أخرى يسكنها العرب فى تركيا الحالية وهى الأخرى ليست الجزيرة ومن هنا يبدو ان التعبير جزيرة عند القدماء كان يعتبر الأرض التى يسكنها من يتحدثون لغة واحدة أو على دين واحد جزيرة باعتبار ومحددة اللغة أو وحدة الدين أو غير ذلك
ومن الغريب أن ألفاظ الجزيرة والحجاز وتهامة ونجد واليمن والشام لم ترد فى القرآن فلو كان لها وجود فى ذلك الزمن لذكر بعضها كما ذكرت يثرب ومكة وحنين ومن ثم فنحن أمام جغرافيا وهمية اخترعها من أتوا بعد الإسلام
وأخطاء الفقرة السابقة تتمثل فى التالى :
1-كون ما بين البيت إلى المنبر، روضة من رياض الجنة فالجنة الموعودة والنار الموعودتين ليسوا فى الأرض وإنما فى السماء كما قال تعالى " وفى السماء رزقكم وما توعدون" ولذا قال الله فى رحلة المعراج أنها عند سدرة المنتهى فى السماء فقال ""ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
2- وجود مناحر فى الجزيرة والموجود هو منحر أى مشعر واحد هو المشعر الحرام كما قال تعالى فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"
وتحدث الكاتبون عن كون الجزيرة الشعر والشعراء فقال :
"كما أنها جزيرة شعرية، ذكرها الفحول في دواوينهم، فدرسها الشراح في مصنفاتهم، فإذا قرأتها وجدت زمزم و الحطيم، وددا و أشداخ، ومدافع الريان، وشماريخ رضوى، وبرقة ثهمد، وحومانة الدراج ، وتقادمت فالجبس فالسوبان، وهجر وجواثا، وإضم والجواء، وتهامة والحجاز، والعروض واليمن، واليمامة والرميصاء بل أرض نجد كلها:
وإني وإن فارقت نجدا وأهله
لمحترق الأحشاء شوقا إلى نجد
أروح على وجد وأغدو على وجد
وأعشق أخلاقا خلقن من المجد
آخر:
أقول لصاحبي والعيس تخدي
بنا بين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد
وريا روضه غب القطار
(وربك) إذ يحل الناس نجدا
وأنت على زمانك غير زار
شهور ينقضين و ما شعرنا
بأنصاف لهن ولا سرار
ولو استطردنا بذكر شيء مما ورد في أشعارهم لطال المقال، فأي دار من ديارها ما وقفوا عليها؟ وأي أطلال دوارس ماهز بعضهم شوق إليها، وحسبك قول عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم؟
و فوق ذلك تجد في تلك المصنفات ذكر عشائر الجزيرة وقبائلها وخصائصهم، وأمور دقيقة متعلقة بهم"
الافتخار هنا من جانب الكاتبين بالشعر والشعراء الذين أكثرهم كفرة لا يليق بمسلم يصدق قولهم تعالى ""والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات"
فالفخر يكون بالله وحده ونجد الكتبة يتكلمون عن حضارات تلك الأرض فيقولون:
"وفضلا عن ذلك فقد كان للحضارات القديمة فيها شأن عظيم بل إن أول الحضارات البشرية قامت بها وأهلتها وذلك لما بنى آدم (ص) بيت الله الحرام فكان أول بيت وضع للناس ببكة مباركا، وقد ذكر العليم الحكيم في القرآن الكريم عن حضارات الجزيرة العربية ما لم يذكره عن غيرها من الأمم والحضارات التي قامت في شتى البلدان والأقاليم فسادت ثم بادت
ألا ترى أن جزيرة العرب، أرض معجزات نبوية، ومجال رسالات سماوية ، ففيها بلد سبأ، وسد مأرب، وعرش عظيم، وبئر معطلة، وقصر مشيد، بل سائر بلاد عاد؛ إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي، وأصحاب الرس، وأصحاب الأيكة، وأصحاب الأخدود، وقبر هود، ودعوة إبراهيم، وحجر صالح، ومدين شعيب، ومرتع إسماعيل، وملجأ موسى، ومهد محمد -(ص) وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين- ومثواه:
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
ثم كانت أرض الجزيرة وطاء لخير القرون وأديمها لحافا لجلهم بعد أن غيبوا تحت أطباق ثراها
وشتان شتان بين قبر لأبي بكر وعمر، وآخر لخوفو وخفرع! بون واسع وفرق شاسع بين روضة من رياض الجنة وحفرة من حفر النار:
لئن تطاول بالأهرام منهزم فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
ومع هذا كله فأرض الجزيرة العربية تشتمل على حدود جليلة، وكور جسيمة، فهي من أمد الأقاليم مساحة، وأفسحها ساحة، وأعظمها حرمة، وأشرفها مدنا، (وربك يخلق ما يشاء ويختار)
لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد على اقتضاها"
فى الفقرة السابقة يعتبر الكتبة الكفار من عاد وثمود وسبأ وغيرهم قوم ذوى حضارة وأى حضارة تلك التى تقوم على الكفر بالله حيث ارتكاب الفواحش والاسراف فى النواحى المتعددة من بناء القلاع خوفا من الموت أو بناء البيوت من الحجارة الجبلية أو ممارسة زنى الرجال ببعضهم
لقد ذكرهم الله فى معرض الذم وليس المدح فقال "وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل"
ونجد الكتبة يقولون الوحى ما لم يقله وهو أن آدم(ص) هو من بنى بيت الله مع أن الله من وضعه أى خلقه بدليل قوله " وضع للناس" فهل كان آدم (ص) سوى واحد من الناس هو أولهم وضع لهم كى يصلى فيه
ونجد الكتبة يثبتون فضل تلك المنطقة لأن العديد من المؤلفين كتبوا كتبا كتبا عنها مفضلين إياها فقالوا:
"وقد فضل جزيرة العرب على ما سواها جمع ممن عنوا بالأقاليم والبلدان قال الهمداني: "أفضل البلاد المعمورة من شق الأرض الشمالي إلى الجزيرة الكبرى وتسمى جزيرة العرب"، وقال القلقشندي: " بجزيرة العرب الواقعة في أواسط المعمورة وأعدل أماكنه وأفضل بقاعه، حيث الكعبة الحرام "، قال المقدسي في أحسن التقاسيم: "وهي أمد الأقاليم مساحة، وأفسحها ساحة، وأفضلها تربة، وأعظمها حرمة، وأشرفها مدنا"فجزيرة العرب من أفضل البلاد وأشرفها قال الشيخ بكر أبوزيد: "كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، ولهذه الجزيرة جملة أسماء؛ كلها مضافة إلى العرب لا غير" وذكرها: [جزيرة العرب]، و[أرض العرب]، و [بلاد العرب]، و[وديار العرب]، و[الجزيرة العربية]، و[شبه جزيرة العرب]، [وشبه الجزيرة العربية]
ومما يدل على شرفها أيضا كثرة ما صنف فيها، وقد أشار الشيخ بكر إلى شيء منها، ومما كتب زيادة على ما ذكر، والشأن هنا أيضا في ذكر المؤلفات المفردة عن هذه الجزيرة على اختلاف مقاصد المؤلفين:
جزيرة العرب للأصمعي، يذكره من ترجم له
جزيرة العرب لأبي سعيد السيرافي، ذكره الباباني في هدية العارفين، وغيره
جزيرة الإسلام للشيخ سلمان العودة، مطبوع، وما يليه كذلك
جزيرة العرب مهد الحضارة الإنسانية، لمحمد معروف الدواليبي
مرآة جزيرة العرب، لأبي أيوب صبري باشا السكان والاقتصاد والعمل قبل قرن في جزيرة العرب، أحمد اليحيى
جغرافية شبه جزيرة العرب، لمحمود أبو العلا
جغرافية جزيرة العرب، لعمر رضا كحالة
رحلات في شبه جزيرة العرب، لجون لويس بوركهات
جزيرة العرب قبل الإسلام، لبرهان الدين دلو
تاريخ جزيرة العرب القديم وسيرة النبي (ص)، لعبدالله العثيمين
وفود القبائل على الرسول (ص)، وانتشار الإسلام في جزيرة العرب، لحسن جبر
جزيرة العرب: مصير أرض وأمة، لمحمد ولد داداه
شبه جزيرة العرب، لمحمود شاكر، وهو مجموعة كتب جعل لكل قسم أو أقسام منها كتابا
أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ: جزيرة العرب، لمحمد عبدالهادي، وفاء محمد
صور من شمالي جزيرة العرب: في منتصف القرن التاسع عشر، لجورج أوغست، ترجمة سمير الشبلي
أرض المعجزات: رحلة في جزيرة العرب، لعائشة عبدالرحمن
جزيرة العرب في العصر الحديث، لصلاح العقاد
الجزيرة العربية: موطن العرب ومهد الإسلام، لمصطفى مراد الدباغ
لمحات عن تطور الفكر في جزيرة العرب في القرن العشرين، لفهد المبارك
جزيرة العرب في القرن العشرين، لحافظ وهبة
النهضات الحديثة في جزيرة العرب، لمحمد عبدالله ماضي
مشاهداتي في جزيرة العرب، لأحمد حسين
اكتشاف جزيرة العرب: خمسة قرون من الحضارة والعلم، جاكلين بيرين، ترجمة قدري قلعجي
دراسات عن تاريخ الخليج العربي والجزيرة العربية، لصباح إبراهيم الشيخلي
وقد أغفلنا شيئا مما كتب في جيولوجيتها وتضاريسها للاكتفاء بما ذكر، أما التسجيلات المرئية، والندوات، وما كتب في المجلات من مقالات متخصصة عن الجزيرة العربية فأكثر من أن تحصر، ولا أطيل بسرد بعضها ففيما سبق غنية وكفاية"
بالقطع هذا الكلام يعبر عن الجهل فليست كثرة الكتب دليل على الفضل وإلا اعتبرنا النصرانية وما كتب فيها وهو أكثر مما كتب فى الإسلام عند المسلمين حاليا هى الدين الأفضل فلو كانت الكثرة دليل الفضل أو فى أى شىء ما قيل فى كتاب الله " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة " وما قيل فيه " وما أكثر الناس بمؤمنين " و" ولكن أكثر الناس لا يعلمون" و""ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
وأما كون كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى فخبل أخر ومن أراد أن يراجع كثرة أسماء المحرمات فليراجع أسماء الخمر فى كتاب الفيروز آبادى الجليس الأنيس فى أسماء الخندريس
وما زلنا مع الفخر بالعرب والجزيرة معا فى قولهم:
"ثانيا: جزيرة العرب وعلاقتها بفضل العرب:
"..لقد قرر أهل العلم أن العرب هم "رأس الأمة وسابقوها إلى المكارم" فهم "أفضل من العجم" بل "أفضل من غيرهم" بل "أفضل الأمم" قاطبة،قال شيخ الإسلام: "ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها: وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم، فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية، وساق كلاما طويلا إلى أن قال: ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم، لحديث رسول الله (ص): (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي، الذين لا يحبون العرب، ولا يقرون بفضلهم، فإن قولهم بدعة وخلاف ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه، في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت، وهو قوله وقول عامة أهل العلم" وقال الكرماني أيضا: "فالعرب أفضل الناس، وقريش أفضلهم، هذا مذهب الأئمة وأهل الأثر والسنة"
نقل لنا المؤلفون كلاما هو مدخل لقائليه النار لو كانوا فعلا كتبوه مع مخالفته كتاب الله فلا يوجد فى كتاب الله تلك التسمية العربوأن حبهم إيمان وبعضهم كفر وإنما الموجود هو الأعراب ومنهم المؤمن كما قال تعالى "ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا أنها قربة لهم سيدخلهم الله فى رحمته إن الله غفور رحيم" ومن الكافر كما قال تعالى "الأعراب أشد كفرا ونفاقا"
الرواية التى نقلت لا وجود لها فى كتب الحديث المعتبرة عند القوم وإنما الموجود الأنصار وحتى مع اعتبارها فى كتب الحديث فهى الأخرى محالفة لكتاب الله فالحب والبغض ليس دليل إيمان وإلا كان النبى(ص) كافرا هو الأخر ونعوذ بالله من ذلك لقوله تعالى "إنك لا تهدى من أحببت" وإنما دليل الإيمان هو طاعة الله برضا ودليل الكفر عصيان الله برضا
واستمر القوم فى النقل فقالوا:
"قال شيخ الإسلام: "(إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة) الحديث، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحق، ومعلوم أن ولد إسحق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم، لما فيهم من النبوة والكتاب، فمتى ثبت الفضل على هؤلاء فعلى غيرهم بطريق الأولى" وقال قبلها: "فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي (ص) منهم، وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك ثبت لرسول الله (ص) أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور"، وقد وضع المصنفون كتبا وأجزاء في الدليل على فضل العرب فلتراجع"
كلام لا يقوله إلا الجهلة فالله لا يفضل أبناء أحد حتى ولو كان نبيا أو أبو الأنبياء(ص) وإنما فضل أى كرم الأتقياء فقال "إن اكرمكم عند الله أتقاكم"
والله قال لإبراهيم(ص) نفسه أنه سيدخل ذريته الكفرة وهم الظلمة النار حيث لن ينالهم العهد لكفرهم فقال "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين"
لم يقل الله أن فضل إسماعيل(ص) على إسحق(ص) ولا العكس ولا أولادهما أيضا فلا يوجد نص يقول هذا والرواية التى ذكروها هبل لم يفكروا فيها فكيف يصطفى الله الكفرة مثل قريش وهاشم وعبد المطلب والاصطفاء إنما هو للرسل (ص) وهم مسلمون ؟
لم يقنع المؤلفون لما قالوا وإنما صمموا على إيجاد أى سبب لشرف العرب المزعومين فقالوا:
وسر تفضيل العرب على من سواهم، هو ما تميزوا به من خصال حميدة، وأخلاق نبيلة ، كما قال الحكيم الترمذي: "فالعرب بالأخلاق شرفوا، وإلا فالشجرة واحدة وهو خليل الرحمن" وقال الشيخ بكر: "فالعرب هم حملة شريعة الإسلام إلى سائر المخاطبين بها لأنهم يومئذ قد امتازوا من بين سائر الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم، وتلك هي: جودة الأذهان، وقوة الحوافظ، وبساطة الحضارة والتشريع، والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم"، كما أنهم "أطوع للخير، وأقرب للسخاء، والحلم، والشجاعة، والوفاء أصحاب إباء لا يعرفون التزلف والنفاق وتحمل الاستبداد ومما تميز به العرب الصدق، حتى الذين كانوا يحاربون الإسلام ظهر صدقهم في أمور" فيا لله كيف انتكست بعد ذلك الفطر وتغيرت العقول ففتن بعضنا بحضارة غربية قاصرة على جوانب قاصرة فيها ما فيها، واستبدل -يوم استبدل- شرها بمكارم حضارة عريقة
مولى المكارم يرعاها ويعمرها إن المكارم قد قلت مواليها
ولا يخفى على القارئ الكريم أن هذا التفضيل ينبغي أن يراعى عند النظر إليه أمران:
الأول: أن النظرة هنا إلى طبائع الشعوب والأجناس مجردة عما تأثرت به من أمور خارجة عنها، فمن استصلح بالشرع والدين يفضل من سواه ويعلوه بقدر ما قام فيه من دين ومن فضل العرب إنما فضلهم لمكارم الأخلاق التي اتصفوا بها، وجاءت الشرائع بتميمها، فإذا التزم الناس بالشرائع فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، والأصل أن الناس معادن
الثاني: أنه وصف عام وعند التفصيل ومقارنة الأفراد يشذ بعضهم، فقد تجد شخصا من العجم يفضل بعض العرب في أخلاقه وصفاته، ولكن عند الإطلاق والتعميم فالعرب أفضل ممن سواهم
والشاهد من هذا التقرير هو أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان، والأرض التي ينشأ عليها لها صلة وثيقة بأخلاقه وعاداته، وقد عرفت العرب هذه العلاقة منذ زمن بعيد، ولهذا كانوا يدفعون أولادهم إلى المراضع "لينشأ الطفل في الأعراب ، فيكون أفصح للسانه وأجلد لجسمه وأجدر أن لا يفارق الهيئة المعدية وقد قال (ص)لأبي بكر حين قال له: "ما رأيت أفصح منك يا رسول الله" فقال: (وما يمنعني ، وأنا من قريش ، وأرضعت في بني سعد ؟) فهذا ونحوه كان يحملهم على دفع الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات وقد ذكر أن عبد الملك بن مروان كان يقول أضر بنا حب الوليد لأن الوليد كان لحانا، وكان سليمان فصيحا; لأن الوليد أقام مع أمه، وسليمان وغيره من إخوته سكنوا البادية، فتعربوا، ثم أدبوا فتأدبوا"، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فرق بين من يتقلب في عيش لين الأعطاف رطب، وبين آخر تربى في بيئة شديدة وعرة، فذلل شظف العيش وركب صعبه، وقد قيل:
إنما الإسلام في الصحرا امتهد ليجيء كل مسلم أسد
فإذا شرف العرب لأخلاقهم وصفاتهم فالبيئة [الجزيرة العربية] هي التي ساعدت في صنع كثير من تلك الأخلاق والخصال التي تميز بها العرب، ولهذا كانت الجزيرة العربية أفضل من غيرها"
لم يعتبر الله فى الفضل وهو التكريم سوى اتباع دينه ومن ثم فالعرب حتى ولو كانت أخلاقهم -وليسوا كلهم إلا النادر- حسنة فهم فى النار طالما كانوا على دين أخر لقوله تعالى " "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين"
والعرب كانوا وما زال العديد منهم على أديان الكفر فأى فضل لهم وأى شرف وهم يكفرون بسبب الفضل وهو الله ؟
ثم تحدث الكتبة عن انتشار من أسموهم العرب فى شتى البلاد فقالوا:
"ثالثا: تعلق العرب في شتى الأمصار بأرض الجزيرة:
ولا يخفى على القارئ الكريم أن العرب الأصليين الذين تفرقوا في شتى الأمصار أصولهم من الجزيرة العربية وإن بعد العهد، وهذا ما قرره من عنوا بالتقاسيم والأقاليم، وغيرهم من المحققين، قال القلقشندي: "اعلم أن مساكن العرب في ابتداء الأمر، كانت بجزيرة العرب"، وهو قول المعاصرين من الباحثين في هذا الحقل، قال المقريزي: "و لا خلاف بيننا في أن هذه القبائل العربية التي ملأت الأقطار العربية على اتساع رقعتها، قد انبعث كلها بطبيعة الحال من مهدها الأول وهو شبه الجزيرة العربية"، وقال: "وليس من شك في أن المستودع الأول في شبه الجزيرة العربية الذي أمد شطري الوادي بالعناصر العربية منذ عصور الجاهلية، هو نفسه الذي أمد بلاد المغرب كلها في أفريقية، وبلاد الشام والعراق في آسيا"
قال شيخ الإسلام :" وفي هذه الأرض كانت العرب حين البعث وقبله فلما جاء الإسلام وفتحت الأمصار سكنوا سائر البلاد من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب وإلى سواحل الشام وأرمينية وهذه كانت مساكن فارس والروم والبربر وغيرهم ثم انقسمت هذه البلاد قسمين منها ما غلب على أهله لسان العرب حتى لا تعرف عامتهم غيره ومنها ما العجمة كثيرة فيهم أو غالبة عليهم فهذه البقاع انقسمت إلى ما هو عربي ابتداء وما هو عربي انتقالا وإلى ما هو عجمي وكذلك الأنساب ثلاثة أقسام قوم من نسل العرب وهم باقون على العربية لسانا ودارا أو لسانا لا دارا أو دارا لا لسانا وقوم من نسل العرب بل من نسل بني هاشم ثم صارت العربية لسانهم ودارهم أو أحدهما وقوم مجهولو الأصل لا يدرون أمن نسل العرب هم أو من نسل العجم وهم أكثر الناس اليوم والمقصود أن أصول العرب في مشارق الأرض ومغاربها ترجع إلى الجزيرة العربية في كثير من الأحيان، وهذا بدوره يجعل للجزيرة العربية في كثير من القلوب مكانا"
أحاديث الكتب عن كون العرب انتشروا بعد عهد النبى(ص) فى الأمصار هو كلام عار من الصحة نوعا ما فمن انتشروا كان المجاهدون فى سبيل الله وهم لم يكونوا يتحدثون العربية فقط وإنما كان منهم من يتحدثها ومنهم من يتحدث لغات أخرى وهناك شخصيات مشهورة منهم فى كتب التاريخ كبلال وصهيب وسلمان وأما أهل العربية فكانوا منتشرين فى البلاد المنتشرين بها حاليا قبل عهد النبوة الأخيرة وقد اختلطوا بالسكان الأخرين من خلال أمور متعددة كالتجارة والحروب وأما فى أحوال قليلة فقد كانت هناك هجرات أو انتقالات لبعض أهل العربية بعد عصر النبوة لبلاد بعيدة فهناك قرى كاملة فى بلاد الأفغان لا يتكلمون سوى العربية مع بعدهم عن أخر الأقطار المتحدثة بها مئات الأميال بل إن بلاد كاليونان نفسها كان المؤسسون لها عربا كقدموس ويوجد بها بلاد عديدة بأسماء عربية
وهذا التاريخ لا يمكن معرفته حتى من كتب التاريخ فلا أحد يعرف كيف كانت الأوضاع فأسبانيا الحالية وكذلك البرتغال كلها كانت تتكلم العربية لقرون وفجأة تحولت للغات أخرى بسبب الحروب وما يسمونه محاكم التفتيش

رضا البطاوى

المساهمات : 1383
تاريخ التسجيل : 28/04/2020

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف Empty رد: قراءة فى كتاب جزيرة العرب بين التشريف والتكليف

مُساهمة من طرف رضا البطاوى السبت سبتمبر 05, 2020 7:31 am

ثم تحدث الكتبة عن توزع القبائل فى عهد النبى(ص) فقالوا:
"قبائل العرب وتواجدها في الجزيرة العربية في العصر النبوي
جزيرة العرب مهوى أفئدة المسلمين:
وعيرني الواشون أني أحبها وتلك شكاة زائل عنك عارها
لما كانت الجزيرة مهبط الوحي وسابقة الأراضي للإسلام -فما مات رسول الله (ص) حتى فتح الله عليه سائر الجزيرة العربية لما كان الأمر كذلك عظمت مكانة الجزيرة في قلوب المسلمين جميعا عربا وعجما، ولاغرابة فهي التي مدت البقاع والأصقاع بالإسلام، فلا عجب إذا قرأت في بعض التراجم، عن بعض أهل العلم من الأعاجم، أنه كان: "واسع الاطلاع بشئون العالم الإسلامي، شديد التعلق بجزيرة العرب والحجاز والحرمين الشريفين، عميق الحق، شديد التعظيم للنبي -(ص)، وأصحابه وأهل بيته- شديد الحب للعرب، يسوؤه ويؤلمه ذمهم وانتقاص حقهم وفضلهم، خبيرا بجغرافية الجزيرة العربية، ألف كتابا باللغة العربية في هذا الموضوع في شبابه"وكيف لا يكون للمسلمين في المشارق والمغارب تعلق بها وهم يتوجهون تلقاءها في الخمسة الأوقات وقد قال قائلهم إقبال:
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم والحرب تسقي الأرض جاما أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا بمسامع الروح الأمين فكبرا
وهذا التعلق نلحظه في كثير من العجم وبخاصة في شبه القارة الهندية، فتراهم يكبرون ويجلون من عرفوا أنه من أرض العرب، وهذا كثير فيمن عنوا بالشرع والدين، ولاسيما من لم يعش منهم بأرض الجزيرة، وأما من عاش فيها فكثير منهم تغيرت نظرته إما لاختلاف واقع أحفاد أبي بكر وعمر وسائر الصحابة- عما في مخيلته، أو نتيجة معاملة وأخلاق ليست بأخلاق أهل هذه البلاد، ولكنها أخلاق حضارات وافدة فتحت لها الصدور فتطاير شررها واستشرى شرها"
بالقطع حكاية الانتسابات لبعض سكان شبة الجزيرة الهندية هى كسائر الانتسابات الحالية الله أعلم بصحتها من بطلانها خاصة أن الكفار الذين هدموا دولة الإسلام الخيرة تسموا بأسماء المسلمين وانتسبوا إلى مشاهيرالمسلمين وتسموا بأسماء عائلات أعطوها الشرف والمجد مع أن أصلهم كفار وعائلاتهم هى أس الفساد فى الأرض
الثابت الوحيد فى النسب هو أننا كلنا ننتسب لآدم(ص) والأجيال المعروفة للجيل الواحد كالجد قبل الأخير والأخير والأب وأحيانا الجد قبل قبل الأخير
والغريب أن الكتبة لم يتحدثوا عن أسماء القبائل ولا أماكن وجودها فى الجزء السابق رغم العنوان الذى جعلوا رأس الفصل
بعد هذا تكلموا عن جزيرة العرب ودعوة إبراهيم(ص) وإسماعيل (ص)فقالوا:
"رابعا: جزيرة العرب ودعوة إبراهيم(ص) وإسماعيل (ص):
ومن مميزات جزيرة العرب التي جعلتها ذات حضارة رائدة متميزة، قيام دعوة إبراهيم (ص) بها هي الحنيفية عين الله تكلؤها فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)، فاستجاب الله دعوته؛ وجعل في نسله من الأنبياء من يقوم بدعوة الحنيفية يحوطها ويرعاها ويتممها، فكان إسماعيل (ص)أبا العرب، ورسولهم، والمجدد الأول لملة إبراهيم (ص)وعن بنيه انتشرت بقايا الحنيفية في سائر أرجاء الجزيرة العربية، وصارت الحنيفية الديانة الرسمية لشبه الجزيرة العربية
ولقد ظل العرب رواد حضارة نبوية مجيدة ردحا من الزمن، ثم تقادمت بهم السنون، اندرست معالم حضارة التوحيد شيئا فشيئا، إلى أن جاء عمرو بن لحي الخزاعي واستورد عبادة الأصنام عن دين العماليق بأرض الشام، قال (ص): (رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار)، وأورد "ابن إسحاق في السيرة الكبرى … أتم من هذا ولفظه: (سمعت رسول الله (ص)، يقول لأكثم بن الجون: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، لأنه أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي )"، وقال و" قال هشام وحدثني أبي وغيره أن إسماعيل (ص)لما سكن مكة وولد بها أولاده فكثروا حتى ملئوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق ضاقت عليهم مكة ووقعت بينهم الحروب والعداوات وأخرج بعضهم بعضا فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش فكان الذي حملهم على عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجرا من حجارة الحرم، تعظيما للحرم وصبابة بمكة، فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالبيت حبا للبيت وصبابة به، وهم على ذلك يعظمون البيت ومكة ويحجون ويعتمرون على إرث إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ثم عبدوا ما استحسنوا ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم غيره فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم، واستخرجوا ما كان يعبد قوم نوح (ص)منها على إرث ما بقى من ذكرها فيهم، وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسكون بها من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفة والمزدلفة وإهداء البدن مع إدخالهم فيه ما ليس منه"
غير أنه بقيت فيهم قلة على الحنيفية مستقيمون، كأمثال زيد بن عمرو بن نفيل، قال ورقة بن نوفل -وهو كذلك من المتألهين قبل البعثة دارسا للكتاب- في رثائه:
رشدت وأنعمت بن عمرو وإنما
بدينك ربا ليس رب كمثله
تجنبت تنورا من النار حاميا
وتركك أوثان الطواغي كما هيا
...وقد كان زيد يلتمس الحنيفية ملة إبراهيم، " فوقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية وفارق دين قومه فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح على الأوثان ونهى عن قتل الموءودة وقال أعبد رب إبراهيم ; وبادى قومه بعيب ما هم عليه"وقد ثبت في صحيح البخاري "أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالما من اليهود، فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلي أن أدين دينكم، فأخبرني فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال: زيد ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا، وأنى أستطيعه؟ فهل تدلني على غيره قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فخرج زيد فلقي عالما من النصارى، فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال: ما أفر إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا، وأنى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام، خرج فلما برز رفع يديه فقال: اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم وقال الليث كتب إلي هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها أنا أكفيكها مئونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مئونتها"
ومن المتألهين قبل البعثة أيضا أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو القائل:
إن آيات ربنا ثاقبات
كل دين يوم القيامة عند الل
لا يماري فيهن إلا الكفور
ه إلا دين الحنيفة بور
..إلى آخر ما قال، غير أنه لم يسلم بعد البعثة النبوية حسدا من عند نفسه وما مضى يدل على بقايا سمحة كانت عند العرب، صقلت أذهانهم وجلت أبصارهم ليروا زيغ النصارى واليهود وما آلو إليه والخلاصة أن دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بالإضافة إلى الجانب الروحي الذي عمرته بالعبادات التي شرعتها والشعائر والمناسك التي تركتها وبقيت آثارها إلى حين البعثة النبوية الشريفة، فقد أرست دعائم حضارة فذة، في مجالات الحياة كلها، وقد كان لها أثر كبير على العرب وما تميزوا به من كريم خصال وحسن أخلاق، فلئن كان في العرب صدق ووفاء فإن أباهم كان صادقا، (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)، ولئن كان في العرب صبر وجلد فإن أباهم قال عند الذبح (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)، ولئن كانوا يجيدون القتال والرمي بالنبال فإن أباهم كان راميا، ولئن كانوا فرسانا فإن أباهم أول من ذللت له الخيل، ولئن كان فيهم كرم فجدهم مالبث أن جاء بعجل حنيذ ثم لما ضاعت هويتهم الحنيفية السمحة، ذهبت حضارتهم، وأمسوا في شر حال كل عام يرذلون، وبالمقابل فقد سطعت شمس القياصرة، وتأججت نار الأكاسرة
جزيرة العرب قبل البعثة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام"
الكتبة هنا أخطئوا فى التالى :
الأول كون إسماعيل(ص) أبو العرب أى أول من تكلم العربية وهو كلام يخالف كون الله خالق الألسن وهى اللغات كما قال تعالى ""ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم" فالعربية كانت موجودة من قبل إسماعيل(ص) منذ آدم(ص)
الثانى دخول الأوثان والأصنام لداخل بيت الله الكعبة وهو كلام محال لقوله تعالى " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم" فلا يمكن ارتكاب ذنب داخل الكعبة لأن من يقرر فقط وليس من يفعل يعاقب فورا فكيف يمكن إدخال الأصنام لبيت الله مع هذا النص إنما الأصنام كانت حول بيت الله ولم تدخله أبدا
ثم تحدثوا عن الدعوة فى الجزيرة فقالوا:
"خامسا: جزيرة العرب ودعوة محمد (ص):
جرت سنة الله القاضية بإهلاك المكذبين الظالمين، في أصحاب الحضارات السابقة من الأمم التي خلت في أرض الجزيرة وذلك لما بطرت معيشتهم، وعتوا عن أمر ربهم، وتفاقم ظلمهم، (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد)، (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين)، (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين) (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون)، (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا)
إن من سنن الله عز وجل في هذه الحياة أن جعل لكل بداية نهاية، فمع اليوم غدا، وبعد الحدث جدثا، ولكل مولود يوم موعود، وهذه سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا، فكم من حضارة قامت وازدهرت ثم ما لبثت أن تبدلت وتبددت ولكن جعل الله لهذه السنن أسبابا ونواميس وقوانين؛ حتى يسهم البشر في صنعها؛ في تقديمها و تأخيرها، بحسب علمهم وحلمهم وحتى يكون الجزاء من جنس العمل، فيقال يداك أوكتا وفوك نفخ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
وهكذا لما اندرست معالم التوحيد في أرض الجزيرة وترك الناس ملة الحنيفية خلا نفر قليل، واجتالت الشياطين البشر فتاهوا بين وثنية جائرة، ومجوسية فاجرة، ويهودية مدمرة، ونصرانية حائرة، (وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب) أمست حضارة العرب في حضيض وغدو في شر حال وآذن الناس بهلاك، ولكن اقتضت رحمة الله أن ينبثق فجر وأن يبعث رسول يخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ويهديهم إلى صراط مستقيم فألف الله به بين الشمل وجمع به بين القلوب وعصم به من كيد الشيطان
واقتضت حكمته أن تكون أرض النبوة الخاتمة والرسالة العالمية الخالدة هي أرض الجزيرة العربية ليبلغ أهلها رسالة ربهم إلى الناس كافة "فالعرب هم حملة شريعة الإسلام إلى سائر المخاطبين بها لأنهم يومئذ قد امتازوا من بين سائر الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم، وتلك هي: جودة الأذهان، وقوة الحوافظ، وبساطة الحضارة والتشريع، والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم فهم بالوصف الأول: أهل لفهم الدين وتلقيه وبالوصف الثاني: أهل لحفظه، وعدم الاضطراب في تلقيه وبالوصف الثالث: أهل لسرعة التخلق بأخلاقه، إذ هم أقرب إلى الفطرة السليمة وبالوصف الرابع: أهل لمعاشرة بقية الأمم، إذ لا حزازات بينهم وبين الأمم الأخرى"ومن رعاية الله لهذه الجزيرة وأهلها أن النبي (ص) لم يمت حتى فتح الله عليه سائرها
ومن عناية النبي (ص) بها أنها كانت وصيته قبل موته عن ابن عباس قال: " وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب "
وفي صحيح مسلم عن عمر أنه سمع رسول الله (ص) يقول: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما) ومن ثمرة تلك الرعاية الإلهية والعناية النبوية ما أخبر به الصادق المصدوق (ص)إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ومن لطف الله بهذه الجزيرة وأهلها، أنه قصم فئاما من الظالمين اعتدوا فيها، (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول)، (وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود)وهذه سنة الله الباقية فمن موعود الله لنا ما ثبت في حديث أم المؤمنين عائشة قالت: قال رسول الله (ص): (يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم) قالت: "قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم" قال: (يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم)
ولا مجال هنا للحديث عن حضارة الإسلام وكم سادت من قرون وكيف انتكس أهلها لما تخلو عنها، فإن النهار لا يحتاج إلى دليل، والمعروف لا يعرف، وما كتب أكثر من أن يحصر..؟والحاصل أن لأهل هذه الجزيرة مقوم من مقومات ظهور حضارتهم ألا وهو أس الحضارة وأساسها ذلك هو الإسلام، الذي وطئ كل أرض فدخل كل قلب صالح ولئن سمعنا بأن بعض الدول الإسلامية نسبة المسلمين إلى المائة فيها مئوية، فأي دولة أعجمية -أيا كانت حضاراتها- لا وجود لمسلم فيها؟ وهذا دليل على قوة حضارة الإسلام ونفوذها وبيان جلي عملي يؤكد صلاحها لأي زمان وفي كل مكان والإسلام باق، والتجربة التاريخية في القيادة الحضارية شاهدة ماثلة، والمقومات المادية موجودة، فإذا جمعنا هذه الثلاث واستفدنا منها كانت حضارتنا الأجدر بالسيادة والريادة، كما كانت في سابق عهدها"
فى هذا الفصل ناقض المؤلفون أنفسهم حيث تحدثوا عن كون الحضارات العربية التى تحدثوا عنها كانت منحطة ولذا قضى الله عليها
ولا زال القوم يقولون أن العرب هم من قادوا الدعوة وهو كلام غير حقيقى فالمسلمون سواء تكلموا العربية أم لا هم من قادوا الدعوة ولم يقولوا أن أشرف العرب المزعومين وهم قريش هم أول من كذبوا الدعوة وظلوا عقود يحاربون المسلمين فهم لم يحاربوا عربا بل حاربوا مسلمين وظلت قريش الكافرة تقود الحرب ضد المسلمين وتجمع متكلمى العربية الأخرين رغم اختلاف أديانهم ألم يسأل الكتبة أنفسهم هل حارب النبى(ص) فى كتب السيرة والتاريخ غير العرب الكفرة ؟
ولا زال القوم يقترون على بيت الله مصدقين الروايات عن قيام قوم من الناس بهدم الكعبة متغافلين عن قوله تعالى " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " الذى يعنى للبيت رب يحميه من كل سوء
وأيضا نجدهم يصدقون رواية إخراج المشركين واليهود والنصارى من الجزيرة مع أنهم بقوا فيها زمنا طويلا بعد النبى(ص)لم تمس معابدهم لأن الله حرم مس ما يذكر اسم الله فيه فقال ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا"
وتحدقوا عن القرآن فقالوا:
"سادسا: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون:
إن هذا القرآن شرف للعرب إذ نزل بلغتهم (قرآنا عربيا غير ذي عوج) (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا)، (وكذلك أنزلناه حكما عربيا)وكيف لا يكون خطاب رب العالمين إلى كافة المكلفين عربا وعجما شرفا للعرب، وقد جاء بلغتهم دون سواهم؟ (وإنه لذكر لك ولقومك) قال القرطبي: "يعني القرآن شرف لك ولقومك من قريش إذ نزل بلغتهم وعلى رجل منهم نظيره: (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) أي شرفكم فالقرآن نزل بلسان قريش وإياهم خاطب فاحتاج أهل اللغات كلها إلى لسانهم كل من آمن بذلك فصاروا عيالا عليهم لأن أهل كل لغة احتاجوا إلى أن يأخذوه من لغتهم حتى يقفوا على المعنى الذي عنى به من الأمر والنهي وجميع ما فيه من الأنباء فشرفوا بذلك على سائر أهل اللغات ولذلك سمي عربيا" وعلى قدر التشريف يأتي التكليف، ولهذا قال بعدها (وسوف تسألون)، " أي عن هذا القرآن وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له" فأفهم الناس له، ينبغي "أن يكونوا أقوم الناس به، وأعلمهم بمقتضاه وهكذا كان خيارهم وصفوتهم من الخلص من المهاجرين السابقين الأولين ومن شابههم وتابعهم"
فمن قام بهذا التكليف استحق الذكر والتشريف، وبالمقابل من نبذ الرسالة وضيع الأمانة عاد عليه القعود عن التكليف بالتوبيخ والتعنيف، وكان معرضا للوعيد والتهديد، ولعل من مناسبة قول الله عز وجل: (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين) بعد قوله: (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) الإشارة إلى أن القعود عن القيام بالذكر ظلم عاقبته وخيمة قصمت مدنا وقرى وحضارات أترفت فغدا أهلها حصيدا خامدين فواجب على أهل الجزيرة، منبع العرب، ومشرق الإسلام، أن ينهضوا بحضارتهم، وألا يغفلوا عن تبليغ رسالات ربهم، فقد آتاهم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، وفضلهم على كثير من المخلوقين، (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)، (وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين)، ومن ينهض بالتكليف يناله حظه من التشريف، ولن ينسى التاريخ صلاح الدين، ومحمود بن سبكتكين"
لا زال القوم يصرون على كون القرآن شرف للعرب وهو كما قيل حجة عليك أو حجة لك وهو للأسف حجة على العرب فالكثيرون منهم مأواهم النار خاصة حكامهم وكل من يدافع عنهم فهم حرب على الإسلام والمسلمين فى أى مكان يتواجدون فيه يحكمون بشرع الكفر يتوارثون الحكم ويأخذون كل الأموال لهم ويوزعونها يغير العدل فهم يغنون من معهم ويفقرون بقية الشعب وكل من يطالب بالعدل إما فى سجونهم أو قتل بسلاحهم
القرآن هو شرف للمسلمين وليس شىء أخر

رضا البطاوى

المساهمات : 1383
تاريخ التسجيل : 28/04/2020

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى